الجزء الأول

 

الحب كالشمس

 الحب كالشمس

التى لا تشرق فى اليوم الواحد مرتين

وعمرك ليس أكثر من نهار واحد ،

وليل طويل ممتد . .

حين يأتى الحب ،

افتح له على الفور كل نوافذك

وبترحاب شديد ، استقبل أشعته الدافئة ،

واتركها تغمر كل كيانك

لأنها عندما تتلاشى ،

لن تجد سوى الكثير ،

والكثير جداً ،

من الظلمة والبرد . .

 

التاجر والحب

 أعرف تاجراً

عندما ناداه الحب رفض النداء

وراح يوسّع ويوسع تجارته ،

حتى صارت مثل التلّ

وفى النهاية ، جلس بجانبه يبكى

عندما سألته مندهشاً :

-  كيف يبكى من يملك كل هذه الأموال ؟ !

أجابنى بانكسار :

- أنا على استعداد للتنازل عنها كلها

   لقاء لحظة واحدة . . من الحب !

 

التمثال الأجوف

 وصديقى الآخر ،

الذى كان مهووساً بالسلطة ،

ومن أجلها . . داس على قلبه وعواطفه

بل إنه فى غمارها ، تجرد من كل المشاعر الرقيقة

وظل يعلو ، ويعلو . .

حتى وصل إلى قمة هرم كبير

وعندما سألته !

- هل أنت الآن سعيد ؟

أجابنى على الفور :

- أنا مثل تمثال الحديد الأجوف . .

   يحسبه الناس قوياً ومتماسكاً ،

   لكن الريح تصفُر فيه من الداخل !

 

الحب يملأ الكون

 مَنْ قال إن الحب من اختصاص البشر وحدهم ؟ !

الحب يملأ الكون ،

وتعرفه كل الكائنات ،

لكن العيون الضعيفة لا تراه .

أما إذا بحثت عنه جيداً ،

فسوف تشاهده

فى زرقة البحر عندما يهدأ . .

وتهادى السحاب عندما يتحرك . .

واخضرار الحقول عندما تزدهر . .

وأحياناً فى أشياء دقيقة جداً . .

مثل زهرة تنبت بجانب صخرة فى صحراء !

أو قطة ملونة العينيْن

ترقد بوداعة فى حجر طفلة صغيرة !

الحب بلا حدود

حاول الفلاسفة عبثاً أن يعرّفوا الحب ،

فلم ينجحوا . .

مع أنهم وضعوا تعريفاً لكل شئ

والسبب أن تعريف الشئ يجعله محدوداً

ولأن الحب بلا حدود

ولأنه لا يخضع للقوانين

فقد استعصى على كل التعريفات

وظل حراً طليقاً ، يتجول فى كل الأماكن . .

ويأتى أو لا يأتى فى أى زمان . .

 

قيل عن الحب :

 

- قوى كالموت !

- طاغية لا يستثنى أحداً . .

- تمساح يرقد على نهر الرغبة !

- لا يعرف القوانين !

- يتكلم بشفاه مغلقة

- يرى الورود بدون شوك

- كله عيون . . لكنها لا ترى !

- يقلل من حياء المرأة ، ويزيد من حياء الرجل

- عار ، لكنه يضع على وجهه قناعاً !

- كلما تعرى كان أقل إحساساً بالبرودة !


الوجه المضىء

 

قالت لى امرأة عجوز ،

تمتلك العديد من التجارب :

- لا تأمن للحب ، فإنه مثل الماء فى اليد

   تحسب أنك قد أمسكت به ،

   بينما هو يتسرب من بين أصابعك !

أحزننى قولها كثيراً

لكنها عادت فخفّفت عنى قائله :

- إذا حدث وحصلت على حفنة منه فى يدك ،

   فاغسل بها وجهك على الفور . .

   لكى يظل مضيئاً . . طول العمر !

 

سَكِينة الحب

 

ونحن صغار . .

كان لنا صديق ،

أحبته عدة فتيات فى آن واحد

ولهذا السبب ، كان يسير بيننا مختالا

أعترف الآن بأننا كنا نحسده

بل إن بعضنا كان يكرهه . .

وكثيراً ما ضايقوه ،

ونصبوا له الفخاخ ، والمقالب

لكنه كان يتجاوز عن ذلك كله ،

بفضل ما كان يتمتع به . . من سكينة الحب !

 

الحب كالمطر

 

أستطيع أن أقول : إن الحب كالمطر

ينزل على الأرض المتربة ، فيتركها ساكنة ومطمئنة

كان فى حيّنا شاب ، مفتول العضلات ،

وكان شرساً للغاية . .

كان يغضب لأدنى مناسبة ،

ويتشاجر – كما يقال – مع طوب الأرض !

وذات يوم . . قدمت إلى الحى أسرة ريفية ،

كان فيها فتاة ، غاية فى الحسن ،

ما لبث صاحبنا أن وقع فى حبها . .

أذكره الآن . .

وهو يسعى فى قضاء مصالح الأسرة كلها

ويداعب بعطف بالغ أطفالها الصغار

ولم يعد يتشاجر مع أحد !

وهذا يذكرنى الآن بما قاله فيكتور هيجو :

إن الإنسان عندما يحب . .

يظهر منه الديك ، ويختفى الصقر !


 

إذ ا أنت لم تعشق . .

 

قرأت فى كتاب " روضة المحبين " لابن القيّم ،

وهو تلميذ العالم الكبير ابن تيمية ،

بيتاً من الشعر ،

ما زلت أذكره ، وأرويه لأصدقائى ،

يقول :

إذا أنت لم تعشق ولم تدر ما الهوى

فقم فاعتلف تبناً . . فأنت حمارُ

أى والله . .

قيل هذا البيت ! !

ومع ذلك ، فإننى أود أن أقول لصاحبه :

إن الحمير أيضاً تحبّ !

مقبرة الحب

 

 

إذا كان الزواج هو النتيجة الطبيعية للحب

فمن المؤسف . . أنه قد يصبح أحياناً مقبرة الحب

أنا متأكد الآن :

أن مجنون ليلى لم يكن يريد لحبه أن ينتهى بالزواج

والدليل أنه كان يفعل كل ما من شأنه

أن يمنع زواجه من ليلى . .

ومن ذلك ، أنه راح ينشد الأشعار فى حبها

وتقرر عادة العرب – قديماً وحتى اليوم –

أن الأسرة ترفض زواج ابنتها

من الشاب ، الذى يعلن عن حبّه لها !

زهرتان

 

حلت ساعة الغروب

ونادى الحراس على زوار الحديقة أن يرحلوا . .

خرج الجميع ،

بينما ظل شاب وفتاة ، جالسيْن على أريكة ،

تحت شجرة سَرْو عتيقة

كانا يتشاكيان – بدون كلام – من ظلم الأهل ،

وقسوة الزمان ،

وقلة ذات اليد . .

وفى النهاية أقسم كل منهما للآخر

ألا يسمح لأحد ، أو لشئ أن يفرق بينهما

أغلقت الحديقة أبوابها . .

وفى الصباح ،

وجد الناس فى مكانهما . . زهرتيْن !

 

منادى الحب

عندما يأتى الليل ،

ويغلق الناس أبواب بيوتهم بإحكام

يخرج من قلب الظلمة مناد يقول :

- هل كل هذه البيوت تنام على الحب ؟ !

ويظل يردد السؤال ، الذى لا يجيب عليه أحد ،

حتى تظهر أول خيوط الفجر !

 

الشيخ العاشق

 كنا مجموعة أصدقاء ،

تصافينا على المودة ،

وجمع بيننا الاحترام المشترك لأحد أساتذتنا

كان واسع المعرفة ،

عميق التجارب ،

لا يتكلم إلا إذا سألناه ،

كما كان لا ينطق إلا بالحكمة .

ومن طول صمته . .

أطلقنا عليه – فيما بيننا – لقب " الشيخ العاشق "

وحين اكتشف سرنا لم يغضب ،

بل إنه كان يشجعنا أن ندعوه به

وبمرور الزمن ،

وعندما أحيل إلى المعاش

صرنا نلتقى عنده

  ونلقى لديه بهمومنا ، فيخفف منها

كما نطرح عليه أسئلتنا ، فيجيب عليها

وكانت كلها تدور . . حول مسائل الحب ، والعاطفة !!

 

العشاق الشجعان

فى ثقافتنا العربية

نموذجان رائعان للعلماء - الأدباء ،

الذين أعلنوا عن حبهم بشجاعة وصراحة :

ابن حزم الأندلسى ،

الذى كتب أجمل كتاب فى الحب

أسماه " طوق الحمامة "

ومصطفى صادق الرافعى ،

الذى كتب : " أوراق الورد " .

 

تأملات فى الحب

من أقوال شاتوبريان

إن الحب ينقص عندما لا يتنامى . .

وهذا حق .

 وقال شيخنا العاشق :

- من القسوة ألا يحبنا من نحبّه

   لكن هذا لا يقارن بحالنا أبداً

   عندما نتوقف تماماً عن الحب !

يقول الشاعر ،

وهو غالباً مجنون ليلى :

ولا خير فى الدنيا ، إذا أنت لم تزر

حبيباً ، ولم يطرب إليك حبيبُ

 

من التجربة

هل صحيح أن القلب وحده هو الذى يحب ؟

الذى أعرفه

أن كيان الإنسان كله

يشترك فى تلك المغامرة . .

 وجدت الذى كتب عن الحب

واحداً من اثنين :

إما متعاطف ، نظر إلى أجمل ما فيه

أو منكسر ، نعته بأبشع الصفات !

 

المريض العاشق

استدعت أسرة محترمة الطبيب الكبير ابن سينا

ليفحص حال شاب ، أضناه المرض ،

وأنهكه الهزال . .

وبخبرة طبيب محنّك ،

أمسك بمعصم الشاب ليقيس نبضه

وفى نفس الوقت ، طلب من أسرته

أن يذكروا بصوت واضح أسماء بعض فتيات الحىّ

وعندما نطقوا اسم واحدة معينة ،

نهض ابن سينا قائلاً لهم :

- ابنكم ليس مرضه عضوياً

  إنه عاشق لتلك الفتاة ، صاحبة ذلك الاسم

  حاولوا أن تزوجوه بها ، حتى يشفى . .

 

هل الحب للجميع ؟

سألت أحد المجرّبين :

- هل يحدث الحب لكل الناس ؟

فأجاب

- الحب مثل ظهور الأرواح . .

الجميع يتحدثون عنها ،

لكن القليلين فقط ، هم الذين يروْنها

 

أجمل الصور

أحببت فى صباى فتاة ،

كنت أراها أجمل من كل الفتيات

وأرى بيتها أفضل من كل البيوت

وإخوتها أفضل أصدقائى

وعلى الرغم من مرور السنوات ،

ما زالت صورتها . .

أجمل من كل الصور !

 

حبيبة دانتى

أحب كاتب إيطاليا الشهير " دانتى " فتاة

فى الثالثة عشرة ، تسمى بياتريشا

كان حباً صافياً وصادقاً وعميقاً

وعندما توفيت فى سن الرابعة والعشرين

حزن عليها حزناً شديداً

وأقسم أن يخلد اسمها للإنسانية كلها

فكتب رائعته " الكوميديا الإلهية "

وجعل بياتريشا . .

هى رفيقة البطل إلى العالم الآخر !

لحظة الاعتراف بالحب

لحظة الاعتراف بالحب

من أصعب وأشق اللحظات

على الرجل ،

لكن المرأة هى التى تجعلها أكثر سهولة !

أما اعتراف المرأة بالحب

فإنه يأتى دائماً بصورة عفوية

ويصيب فى الوقت المناسب قلب الرجل !

القول المُسكت

تأملت طويلاً فى قول

الكاتب الإغريقى يوروبيدس

" الحب للذين أكلوا . . وليس للجائعين "

وكلما حاولت أن أكتشف جانباً من الخطأ

فى هذا القول

تبرز أمامى صورة الجوع . .

فلا أستطيع !

الإنسان لا يعمى بالحب

 

يقولون إن الحب أعمى

الذى قال ذلك بالتحديد هو أفلاطون

والواقع أن الإنسان لا يعمى

إلا عندما تسقط عصابة الحب . .

من فوق عينيْه !

شكسبير يخطئ

 

من المؤكد أن شكسبير قد أخطأ عندما قال :

" إن حب الشباب لا يسكن قلوبهم

وإنما يسكن عيونهم "

أى أنه حب عابر ، وغير عميق

والواقع أن حبّ الشباب . .

قد يكون أقوى أنواع الحب

 

يقول المتنبى :

ولكن حباً خامر القلب فى الصبا

يزيد على مر الليالى ، ويشتدُّ

العصا السحرية

من علامات المحبين الجدد

أنهم يرغبون بشدة

فى أن يصرحوا للعالم كله

بأثر تلك العصا السحرية ، التى لمستهم . .

لكنهم عندما يرسخون فى مقام الحب

يحاولون جاهدين أن يكتموه عن الآخرين

لكى يتلذذوا به وحدهم !

الحب كالسمّ

 قالت العرب :

- النساء حبائل الشيطان

 وقالوا :

- أول العشق النظر ، وأول الحريق الشرر !

 وقال شاعرهم :

وأُشرب قلبى حبها ومشى به

كمشْى حُميّا الكأس فى عقل شاربِ

ودبّ هواها فى عظامى وحبّها

كما دبّ فى الملسوع سُمّ العقاربِ

استعذاب الألم

كنت أعرف فتاة ، أحبت شاباً ،

لم يبادلها نفس المشاعر !

وراحت تتألم ، وتشحَبُ ، وتذوى . .

وعندما حدثتها عن خطورة العاقبة ،

وعدم جدوى الحب من طرف واحد ،

والعذاب الذى . .

فاجأتنى قائلة :

- على العكس ،

   إننى سعيدة جداً بهذا العذاب

   وأتمنى أن أموت ،

   وقلبى ما زال ينبض بحبه !

الحب عقاب

من أغرب ما قرأت لامرأة عن الحب ،

قول مارجريت يورسينار

وهى أول امرأة تدخل الأكاديمية الفرنسية

- إن الحب عقاب ،

   ونحن نجازَى به . .

   لعدم قدرتنا على تحمّل الوحدة !

 

نابليون والحب

يمكنك أن تدرك مدى شقاء نابليون بونابرت فى الحب

على الرغم من انتصاراته العسكرية المدويّة

عندما تقرأ قوله :

- الحب عبارة عن حماقة مقسومة على اثنين

أو قوله :

- الانتصار الوحيد فى الحب . . هو الهرب !

اللذة والحب

هناك من يعتقد

أن دافع الحب هو اللذة .

على الإطلاق

اللذة قد تحدث بدون حب

لكنها تكون أروع

عندما تتم فى عش الحب !

 

الطريق للقبر

قال شيخنا العاشق :

- لقد أحببت كثيراً ،

  حتى سئمت من الحب !

يومها نظر بعضنا لبعض

وقلنا فى صوت واحد :

- الشيخ فى طريقه للقبر !

 

تأملات . .

قال بعض الظرفاء

- الحب أجمل من الزواج

   تماماً مثل قراءة الروايات

   التى هى أجمل من قراءة التاريخ !

 وقال آخر بحق :

- أروع لحظات الحب

   هى تلك التى نصعد فيها أولى درجات السلّم !

 

مقهى العشاق

 

فى حى الدرب الأحمر

كان يوجد مقهى ، أطلقنا عليه " مقهى العشاق "

لأنه لم يكن يدير سوى اسطوانات عبدالوهاب ،

وأم كلثوم . .

أما المترددون عليه ، فكانوا من أصحاب المعاشات

الذين لا يدور حديثهم . . إلا عن النساء ،

وذكريات الصبا !

وقد اكتملت الدائرة

عندما أخبرنا الجرسون

أنه واقع فى غرام ابنة صاحب المقهى !


 

الحب عند الإغريق

 

استخدم الإغريق ثلاث كلمات محددة لثلاثة أنواع من الحب هى :

 éros, philia, agapè

 وتعنى éros  الافتقاد ، وهنا يرى أفلاطون أننا نحب ما ليس لدينا ، ما لا يوجد ، ما نفتقده . وبهذا يُصبح معنى (أنا أحبك) : (أنا أريدك) . ويلاحظ أن هذا النوع من الحب يعيش فى الشقاء ، والحرمان، وعموماً هو حب حزين .

 أما philia فتعنى التمتع بـ . . وتبعاً لأرسطو فإن هذا النوع يتسم بالسعادة ، لأننا نتمتع بما نفعله ، بما هو موجود أمامنا ، بما نتشارك فيه مع الآخرين . وفى هذه الحالة يصبح معنى أنا أحبك : أنا أتمتع بوجودك معى .

 وأما كلمة agapè فإنها تعنى حب الغريب ، الذى لا يتضمن افتقاداً ولا تمتعاً . فنحن هنا نحب من أجل الآخرين ، وليس من أجلنا ، أى أنه حب ( يقف علينا بالخسارة ) ولكنه ينفع الآخرين ، وتحت هذا النوع تندرج كلمة المسيح عليه السلام " أحبوا أعداءكم " .

 

حركة الحب والأفلاك

 

قال شيخنا العاشق :

- غريب – يا أبنائى – أمر الحب !

   يدفع الإنسان إلى اختيار فتاته

   من بين مئات النساء . .

   ومن المؤكد أن هناك من تشبهها ،

   بل مَنْ تتفوق عليها حسناً وجمالاً . .

   لكنها بالذات هى التى تحظى بالتركيز عليها . .

   فتصبح الوحيدة ،

   التى تستأثر بعواطفه ،

   وتمتلك كل تفكيره ،

   وتهون التضحية من أجلها بكل شئ . .

ثم أضاف :

- إننى أتصور – يا أبنائى – أن حركة الحب

   لا تقل إعجازاً عن حركة الأفلاك !

الخجل من الحب

 

سألت نفسى كثيراً

- هل الحب شعور موحد لدى كل مَنْ يحب ،

   أم أنه يتنوع باختلاف الأفراد والتجارب ؟

لم أستطع أن أحصل على إجابة شافية ،

لأن معظم الناس حولى

ما زالوا يخجلون من الحديث عن الحب !

الحب والملل

أشد أعداء الحب هو الملل

إنه مثل دودة القطن ، التى تلتصق به فتفسده

وكلما حاول الفلاح إبادتها ازدادت مقاومتها تشبثاً

وهولا يستطيع أن يتخلص منها

إلا إذا أبعدها تماماً عن النبات

لكن بعد أن تكون قد تركت عضّتها فيه !

حب المرأة

 

سألت شيخنا العاشق :

- لماذا يكثر الرجل غالباً من تجاربه فى الحب

   بينما تقلل المرأة منها قدر الإمكان ؟

أجابنى

- لأن الرجل أقوى تخيلاً

   فهو يحب المرأة بعيونه

   أما المرأة فتحبه كما هو . .

ثم أضاف قائلاً :

- إن المرأة لا تحب إلا رجلاً واحداً ،

   لكنها تعطيه أسماء مختلفة !

المعذبون بالحب

 

استأجرا قارباً فى النيل

وعلى صوت ضربات المجداف ،

سبحا فى الماء ،

وحلقاً فى الفضاء ،

وأمسكت أيديهما بالسحب

وفى نهاية اليوم عادا إلى حيّهما القديم

كانت الشوارع ضيقة

والصغار متناثرين على أكوام القمامة

وقبل أن يفترقا ، قال لها :

- هل أراك غداً

- أجل ، إلا إذا أعطونى فى المشْغل . .

   فترة إضافية !

قانون الحب والطبيعة

 

الذى يتأمل حياة الحيوانات فى الغابة

يمكنه أن يفسر الكثير من أسرار الحياة . .

فمن أجل توازن الطبيعة . .

تلتهم الأسود بعض الغزلان

لأن هذه الغزلان لو عاشت

لامتلأت بها الغابة ،

وقضت بالتالى على كل ما بها من أعشاب !

ولمثل هذا السبب . . كان الزواج

بشروطه ، وطقوسه ، وتكاليفه

لأنه لولاه . . لنجحت كل حالات الحب ،

وامتلأت الدنيا بالبشر !

مشكلة صديق عاشق

 

فى حياتنا الجامعية الجميلة . .

كان من المعتاد أن تشارك " الشلة " كلها

فى حل أى مشكلة لأحد الأصدقاء

وذات يوم ، اجتمعنا لمساعدته

وراح كل منا يسأله :

- هل أبوها موافق ؟

- لا

- هل أسرتك راضية ؟

- لا

- ألا يوجد لديك أى دخل تنفق عليها منه ؟

- كلا

- ما موقفها هى ؟

- تريدنى ، لكن أهلها يضغطون عليها ،

   لتقبل عريساً جاهزاً . .

حينئذ نهض أحدنا قائلاً :

- إذن اصرف نظر . . الموضوع محسوم

وقال آخر

- هل تحبها بالفعل ، أم أنه مجرد إعجاب ؟

وتساءل آخر متهكماً :

- أنا لا أعرف بالضبط ماذا يعجبك فيها !

وحاول بعضنا التهدئة قليلاً ، فقال :

- لو أنها تحبك بحق لرفضت العريس الحالى ،

   وانتظرتك حتى تتخرج

. .

ويومها ، أذكر أن المسكين لم يجد لدينا حلاً لمشكلته،

التى كانت – فى الواقع – هى مشكلتنا جميعاً ! !

الشئ الذى نحبه !

 

بعضنا يحب العمل

وبعضنا يحب النجاح

وبعضنا يحب المال

وبعضنا يحب السلطة

وبعضنا يحب المتعة الحسية

وبعضنا يحب المتعة الروحية

إذن . . لا يوجد أحد منا " لا يحب " !

 

وهنا يقول سبينوزا :

- إن كل سعادتنا ، وكل شقائنا

   يكمن فى نقطة واحدة :

   ما هو نوع الشئ الذى نحبه ؟ !

 

رحلة روميو وجولييت

 

يعتقد العشاق

أن ارتباطهم العنيف بعضهم ببعض

يرجع إلى حق إلهى ،

أسمى من قوانين البشر . .

لذلك فإن روميو وجولييت

عندما وجدا أمامهما

عقبات الأهل ،

وقيود المجتمع

قررا أن يرحلا معاً . .

من هذه الدنيا

التى تطبق القوانين البشرية

إلى النبع الصافى . . للقوانين الإلهية .

الوجه المظلم للحب

 

الذين انكسروا من الحب

كتبوا عنه أسوأ الأوصاف

حتى جعلوه يبدو مثل الوجه المظلم من القمر

 

قال أناتول فرانس :

- الحب مثل مرض الكبد

   لا نتأكد منه أبداً

   إلا عندما نسقط به مرضى

 

وقال ألفونس كار

- يجب أن نحب مثلما نأكل السمك

   وهذا يعنى : أن نأكله بحذر

   حتى لا تنغرز أشواكه فى حلوقنا !

 

وقال آخر ، لا أذكر اسمه :

- إذا أردت أن تخفف من قسوة الحب عليك

   فتخّيلْ أن المرأة التى تحبها

   ليست إلا آلة تنفس ، وجهاز هضم ،

   وكليتيْن ، وأنبوباً للطرد ، وأنفاً يتمخط ،

   وفماً يأكل ،

   ورائحة عرق يتفصد من جسد آدمى !

أما اللورد بايرون ،

فقد أطلق على الحب لقب  " إله الشر "

وأضاف :

- لأننا لا يمكننا أن نطلق عليه لقب " الشيطان " !

وقال بعضهم :

- الحب مثل " دور كوتشينة " بين اثنيْن :

   أحدهما يغش ليكسب ،

   والآخر يغش لئلا يخسر !

مأثورات سوداء

 

وكان شيخنا العاشق

يحفظ العديد من المأثورات السوداء ،

عن حب النساء

قال ذات يوم :

- لدى معظم النساء ،

   المرأة التى تحب رجلاً ،

   فإن هذا يعنى أنها تخون رجلاً آخر !

وقال :

- إنه حتى بالنسبة لامرأة نزيهة ومترفعة ،

   فإن الحب يظل مشروعاً مربحاً !

وقال :

- المرأة العاشقة . . مثل عبد يضطر سيده ليحمل 

   عنه سلاسله !

وقال :

- إن حب المرأة لزوجها مثل المال الذى تدفعه لمقاول

   فى حين أن حبها لعشيقها . . مثل الصدقة !

ثم تنهد وقال :

- الرجال هم الذين أحاطوا الحب بالكثير من القدسية،

   إذن . . لماذا تظلمون النساء ؟ !

الحب والمعاناة

لاحظت أن أكثر ما قيل عن الحب ليس صحيحاً

لأن بعض من كتب عنه وصفوه من الخارج

وفريقاً آخر وصف منه جانباً ، وترك الباقى . .

وهناك من تحدث عنه ثأراً ، أو استخفافاً . .

لكن هناك من كتب عنه بعد أن غمس قلمه فى دم قلبه

مثل الفيلسوف الألمانى شيللر ،

الذى قال :

- الوحيد الذى يعرف الحب

   هو الذى يحب بدون أمل !

 

ليس من العدل

تساءلت كثيراً :

- هل من العدل

  أن يسكت المجتمع

  عن حب الرجل لفتاة أصغر منه

  بينما يستنكر بشدة

 حب المرأة لشاب يصغرها فى السن !

 

صدق الإحساس

لى صديق فى الجامعة

أحب إحدى الزميلات

وكان من صدق إحساسه بها

يتوقع دخولها من باب الكلية أو المدرج فى لحظة معينة

وكان يخبرنى بذلك

ومن الغريب

أنها كانت تدخل فى نفس اللحظة !

 

وجهان للحب

أكد لى أحد الأصدقاء

ولم أكن أصدقه حينئذ

أنه أحب فى مطلع حياته

فتاتين فى وقت واحد !

أحب إحداهما حباً حسياً ،

والأخرى حباً عذرياً . .

وأقسم لى : إنه كان يتصور الأولى دائماً

فى أوضاع جسدية مختلفة ،

بينما لم يكن يجرؤ أن يتخيل الأخرى ،

أو حتى يحلم بها ،

إلا فى وضع ملائكى شفّاف !

 

الحب فى الصعيد

فى صعيد مصر ،

وحيث التقاليد أكثر صرامة

توجد قصص حب ، رقيقة جداً

لكن هناك أيضاً العديد من قصص الدم

ومن المؤسف أن قصص الدم ،

أعلى صوتاً من قصص الحب

وتلك هى مأساة الصعيد الحقيقية !

 

لماذا أحب هذه الفتاة ؟

- ما الذى يجعلنى أحب هذه الفتاة بالذات

   من بين سائر فتيات العالم ؟

هذا هو السؤال الوحيد ،

الذى لم يستطع شيخنا العاشق

أن يقنعنى أبداً بالإجابة عليه

وكان مما قاله ، معتمداً على أفلاطون :

إن أرواح المحبين مثل الدوائر المقسومة نصفين ،

كل نصف يظل يبحث عن نصفه الآخر . . حتى يجده

وأذكر أننى يومها اعترضت

بأننا – أحياناً – نقع فى حب من كنّا نعرفها سلفاً . .

ولو كان الأمر كذلك

لأحببناها من أول نظرة !

 

 

طرفة

سألها بجدية كاملة :

- أستحلفك بحبنا أن تقولى لى :

- هل أنا أول رجل فى حياتك ؟

أجابت بسذاجة كاملة :

- بالتأكيد يا حبيبى

   لكننى أتعجب من أن كل الرجال الذين عرفتهم

   كانوا يطرحون نفس السؤال ! !

 

الزواج من الحب الأول

 

من النادر أن تجد إنساناً ،

تزوج من حبه الأول !

لكننى أعرف واحداً حدث له ذلك . .

قابلته بعد العديد من سنوات الزواج ،

وتربية الأولاد ،

وحوادث الزمن ،

فلم أجد لديه أى رغبة فى الحديث عن حبيبته . .

وكلما حاولت اجتذابه لذلك ،

شرد بعيداً ، وصمت . .

فى نهاية اللقاء ، قلت له :

-أتذكر الليالى الطوال التى كنت تحدثنى عنها ؟

نظر إلىّ بإصرار عنيد ، وقال :

- أذكر .

 

 

الحب والفضائل

أعجبتنى جداً نظرية تقول

إن الحب هو صمام الأمان لجميع الفضائل الأخلاقية

فالشجاعة بدون حب قد تصبح تهوراً

والكرم قد يتحول إلى تظاهر أمام المجتمع

والعلم والحكمة ، قد يضنّ بهما صاحبهما عن الناس،

فيختفيان بالأنانية !

وهكذا فإن الحب هو الذى ينظم كل تلك الفضائل ،

ويضفى عليها الطابع ،

الذى يجعلها أكثر إنسانية !

 

زواج السيدة الفاضلة

كانت فى أسرتنا

سيدة فاضلة جداً ،

وعلى درجة عالية من الثراء

بعد وفاة زوجها !

قامت على تربية أبنائها الثلاثة ،

حتى تقلد كل منهم منصباً مهمّا فى المحافظة

وفجأة . . سمعنا أنها تصوّفت ،

وسارت فى طريق الله . .

كنت أحياناً أراها فى مولد الحسين

وهى فى معية أحد كبار مشايخ الصوفية

كان وجهها يتلألأ نوراً وجمالاً . .

ولم يدهشنى على الإطلاق

- كما أدهش غيرى حينئذ –

أنها تزوجت من الشيخ ! !

 

الحب فى الخمسين

للكاتب الإيطالى دينو بوزاتى رواية ، عنوانها  "حب " (un Amoure) ، وبطلها مهندس من مدينة ميلانو ، فى الخمسين من عمره ، أعزب ، مهذب ومثقف . ولأنه حساس جداً وخجول فلم تكن له مغامرات عاطفية ، لذلك كان يتردد على أحد البيوت سيئة السمعة ، حيث التقى هناك بفتاة صغيرة السن ، كانت تزعم أنها راقصة .

وعلى الرغم من أنها لم تكن تملك مواهب تذكر ، فإن صاحبنا وقع فى غرامها، وأصبحت بالنسبة له مثل المخدرات ! ولم يكن عليها أكثر من أن تبيعه جسدها ، أما ماضيها ، ومشاعرها وما تفعله فى بقية يومها فقد ظل من أسرارها المخبأة عن عشيقها الولهان خلف ستار من التمنّع والكذب . وقد لاحظ الجميع عليه أنه مخدوع ، أما هو فقد رفض أن يصدق ، وقبل عشيقته كما هى . . لكن هذه كانت أيضاً لحظة اليقظة . فقد أدرك حينئذ أن تلك كانت هى قطعة الخشب الأخيرة ، التى اشتعلت من شبابه الراحل نهائياً . . وأنه قد أصبح رجلاً عجوزاً  بالفعل ! !

 

الحب وأكل العيش ! 

فى كازينو على النيل ،

جلس العاشقان

أيديهما متشابكة ،

والعين فى العين ،

وبينهما كوبان لم يمسّا من العصير !

وفجأة قال لها :

- أتمنى أن نقضى حياتنا كلها على هذا النحو . .

فسألته على الفور :

- ومن أين نأكل ؟ !

طرفة

سألته :

- قل لى يا عزيزى بكل صراحة

   من المرأة التى تفضلها أكثر :

   الجميلة أم الذكية ؟

- لا هذه ولا تلك

   أنت تعلمين – يا عزيزتى –

   أننى لا أفضل سواك !

 

طرفة أخرى

وقع أحد الفلاسفة فى غرام فتاة جميلة

وعندما أكد لها حبه قائلاً :

- من الآن فصاعداً ،

   لن نكون إلا شخصاً واحداً

أجابت ببساطة :

- لكن مَنْ منا سيكون هذا الشخص !

 

أسماء عربية للحب

أورد ابن القيم حوالى خمسين اسماً للمحبة ، وأرجع تلك الكثرة إلى أن من عادة العرب أنهم كانوا إذا اشتدت حاجتهم إلى فهم المعنى ، وكان هذا المعنى قريباً من قلوبهم ، زادوا من عدد أسمائه .

وفيما يلى قائمة بهذه الأسماء – مع ملاحظة أن بعضها لا يستعمل منه الآن تماماً فى المحبة، كما أن بعضها الآخر من توابع الحب :

المحبة

العلاقة

الهوى

الصبوة

الصبابة

الكلف

التتيم

العشق

الجوى

الدّنف

البلابل

التباريح

السَّدَم

الغمرات

الوهل

الوصب

الحزن

الكمد

اللذع

الحرُق

الحنين

الاستكانة

التباله

اللوعة

الفتون

الرسيس

الهيام

الود

الخُلّة

الخِلم

الوله

التعبد

الشغف

المقة

الوجد

الشجو

الشوق

الخلابة

السهد

الأرق

الشجن

اللاعج

الاكتئاب

اللهف

التدليه

الجنون

اللّمم

الخبل

الغرام

الداء المخامر

 

 

الحب عند العرب

( المتصفح ) لتواريخ الأمم والشعوب ، قديمها وحديثها ، كبيرها وصغيرها ، لابد واجدً أنها كلها – دون استثناء – تشترك فى معرفة الحب ومعاناته ، وفى تقدير أهميته فى حياة الفرد والمجتمع . ثم هو إلى جانب ذلك لن يفوته أن يلحظ أن " الحب عند العرب " له مقام أسنى ومنزلة أعظم.

فإذا هو التمس أسباب هذا ودواعيه ، فما أيسر أن يتبينها فيما توافر للعرب فى بيئتهم الخاصة، من فطرة سليمة وإحساس مرهف ، ومن تذوق دقيق واع لما يحيط بهم من روائع الجمال وبدائعه ، متمثلة فى مناظر صحرائهم، بما اشتملت عليه أرضها من رمال وتلال وجبال مختلفة الألوان، وبما اشتملت عليه سماؤها من غيوم ونجوم ، تسحر العيون والألباب .

فإذا أضيف إلى ذلك ما امتاز به العرب من كثرة الترحال والانتقال (طلباً) للرزق ، ومن فصاحة اللسان والجنان ، والقدرة على التعبير عن عواطفهم ومشاعرهم بصدق وإخلاص ، فهذان برهانان     آخران على أنهم خلقوا ليكونوا أحق بالحب وأهله ، وأقدر على تحمل تبعاته ، وأصدق تصويراً له ، وتعبيراً عنه "

من مقدمة الأستاذ عبدالسلام شهاب

لكتاب أحمد تيمور باشا " الحب عند العرب "

 

 من تعريفات الحب عند العرب

 

ذكر ابن القيم

من تعريفات العرب للحب :

 1- الميل الدائم ، بالقلب الهائم.

2- إيثار المحبوب ، على جميع المصحوب.

3- موافقة الحبيب ، فى المشهد والمغيب.

4-اتحاد مراد المحب ومراد المحبوب.

5-إيثار مراد المحبوب على مراد المحب.

6- إقامة الخدمة ، مع القيام بالحرمة .

7-استقلال الكثير منك لمحبوبك ، واستكثار القليل منه إليك .

8-استيلاء ذكر المحبوب على قلب المحب .

9-أن تهب كلك لمن أحببته ، فلا يبقى لك منك شئ‍ !

10-أن تمحو من قلبك ما سوى المحبوب.

 11-الغيرة للمحبوب أن تنتقص حرمته ،

        والغيرة على القلب أن يكون فيه سواه.

12- الإرادة التى لا تنقص بالجفاء ولا تزيد بالبر .

13- حفظ الحدود .

14-قيامك لمحبوبك بكل ما يحبه منك .

15-مجانبة السلو على كل حال .

16- نار تحرق من القلب ما سوى مراد المحبوب .

17- ذكر المحبوب على عدد الأنفاس .

18-  ميلك إلى المحبوب بكليتك ، ثم إيثارك له على    نفسك وروحك ومالك ، ثم موافقتك له سراً    وجهراً ، ثم علمك بتقصيرك فى حبه .

19- بذلك المجهود فيما يرضى الحبيب .

20- حركة القلب على الدوام إلى المحبوب وسكونه عنده .

21-مصاحبة المحبوب على الدوام .

22-أن يكون المحبوب أقرب إلى المحب من روحه.

 23- أن يستوى قرب دار المحبوب وبعدها عند المحب .

24- ثبات القلب على أحكام الغرام ، واستلذاذ الذل  فيه والملام .

25- حضور المحبوب عند المحب دائماً ، كما قيل :

 خيالك فى عينى ، وذكرك فى فمى 

ومثواك فى قلبى ، فأين تغيبُ؟

 

نظريات فى الحب (أ)

من نظريات الحب عند العرب ؛ ومنها ما أخذوه من الثقافات الأخرى :

- أن أرواح المحبين تتعارف ، ثم يتلوها تعارف    الأجسام . والسبب فى ذلك أن الله قد خلق كل روح    مدورة الشكل على هيئة الكرة ، ثم قطعها فجعل فى    كل جسد نصفاً . وكل جسد لقى الجسد الذى فيه    النصف الذى قطع من النصف الذى معه ، كان    بينهما عشق ، للمناسبة القديمة . .

وقد قال جميل بثينة فى ذلك

                    تعلق روحى روحها قبل خلقنا

                                       ومن بعد أن كنا نطافاً ، وفى المهدِ

 

نظريات فى الحب (ب)

. . وهناك نظرية أخرى ، أخذها العرب عن بطليموس

وهى أن جميع أنواع الحب تتولد عن تأثير الكواكب، لأنها تلائم نوعاً من الملائمة بين مولدين لشخصيْن، فيود كل منهما نوعاً من المودة ، ولهذا يتنوع الحب،

وتختلف درجاته .

وقد عاش بطليموس فى الإسكندرية ،

فى القرن الثانى بعد الميلاد .

 

نظريات فى الحب (ج‍)‍

 . . وهناك نظرية ثالثة ، يذكرها ابن داود فى كتابه   " الزهرة " تسمى نظرية الأخلاط الجسمية من    سوداء وصفراء . . وتأثير الحب عليها ، بحيث يختل توازنها فى الجسم ، فيحدث ما يبدو على المحب من عوارض الوله ، والسقم ، والموت أحياناً !

 

الصديق الجاد والحب

كان لنا صديق فى الجامعة ،

متفوق فى دراسته إلى أبعد حد . .

وكانت واجباته موزعة بدقة على ساعات الليل والنهار

للمذاكرة وقت ،

وللنوم وقت ،

وللتريّض وقت . .

وعندما سألته عن وقت الحب

نظر إلىّ باستهزاء شديد ، وقال :

- إنه لعب عيال !

بعد التخرج ،

تعثر المسكين فى زواجه أكثر من مرة

مما ترتب عليه توقف مسيرته العلمية . . تماماً !

 

الحب المتجدد

قال شيخنا العاشق

وكانت له لحظات يتألق فكره فيها

- ألا تلاحظون معى

   أن الحب رغم نشأته مع نشأة الإنسانية ذاتها

   يتجلى لنا كل يوم بشكل جديد

   انه مثل النهر ،

   الذى يتدفق فى نفس المجرى من آلاف السنين

   ولكنه يحمل فى كل دفقة منه . . ماء جديداً

ثم أضاف !

- صدق من قال :

  إنك لا تضع يدك فى نفس الموضع من النهر    الواحد مرتين !

 

 

 

اللغة والنظرة الأولى

ما زلت أزعم أن اللغة – مهما كانت دقيقة وطيّعة – عاجزة عن أن تسجل عمق النظرة الأولى بين الحبيبيْن !

إنها نظرة يصدر فيها شعاعان فى وقت واحد .

وفى حالة أشبه بالسحر ، يتماوجان ، ويلتف كل منهما حول الآخر ، ثم يمتدان فى أفق لا نهائى . . وقد يبطئان أو يسرعان . . خارج إطار الزمن ، وفى النهاية يرجعان مجهديْن من النشوة مختبئين من عيون الآخرين ، بعد أن يكونا قد تصارحا بكل     شئ . . وتعاهدا على كل شئ . .

عفواً . .

فليس هذا تماماً ما أردت وصفه !

 

تسويق الجمال

هناك فتاة لا يحبها إلا شاب واحد

وهناك فتاة يعشقها كثير من الشبان

تأملت طويلاً فى هذا الأمر

فلم أجد الفارق بينهما فى مقدار الجمال

ولا فى نسبته

وإنما فى جودة تسويقه !

حب الابن الأكبر

عندما علم الأب الحازم

أن ابنه الأكبر يحب " بنت الجيران " . .

ثارت ثورته ، وكاد يقلب المنزل رأساً على عقب

وأخيراً نجحت زوجته فى أن ترسله إلى أصدقائه

على المقهى

وهناك . . حدثهم عن الفاجعة !

ضحكوا جميعاً منه . .

وسأله أحدهم :

-  قل لى بالله عليك . . فى أى عمر تزوجت ؟

- فى نفس سنّه تقريباً . . لكنْ الزمن مختلف !

وأضاف آخر :

-  لماذا إذن تحرمه مما حصلت عليه ؟

- الولد لم يتخرج بعد . . كيف يفتح بيتاً ؟

- ومَنْ قال إنه سيتزوج الآن . . دعه يخطب ويدرس

- الحب سيشغله عن المذاكرة

- أفضل من أن تشغله أشياء أخرى . .

- كالمخدرات مثلاً !

- أو بنات الهوى !

- وربما يغضب ، ويترك البيت . .

- وقد يقع له حادث ، فتفقده إلى الأبد !

رجع الأب الحازم قرب منتصف الليل

فتح المنزل بهدوء ،

وعرج على حجرة الأولاد ، فاطمأن إلى أنهم جميعاً نائمون . وفى حجرته ، وجد زوجته متيقظة ، سألته :

- ماذا فعلت ؟

- استمعت إليهم . .

- وماذا تنوى أن تفعل ؟

- سأتحدث معه فى الصباح : رجلاً لرجل !

الجزء الثاني