وكلي حنين

أنزف لتحيا .. .. فإليكَ نبضي كيفما اختنق .


أتيتكَ . .
كأن أعماقي قبلكَ لم تكن أو كأن وجودكَ صاغها من جديد بنظرة اخترقت شغافي لتخلقني نبضاً يتوق للانصهار فقط بعمقكَ " أنتَ " ، وعلى حافة الجرح أذهلني أن قلبي مازال قادراً على الارتعاش وغزل خيوط التوق رغم وخزات الوجع !!
ولازلتَ . .
تتغلغل بداخلي كالرجفة تهزني طقوسكَ فتشتاق أوراقي للسقوط براحتكَ ، وتهرب حروفي إلى مخاض ذكراكَ فيتعانق في قلبي الموت والحياة وأتجسّد نبضاً خالداً " أنتَ " .

أراكَ . .
وسط هذا الحنين تجمع أنفاسي واختلاجاتي وتلملم وجودي المنثور في طول الاغتراب
تتعالى فوق قمم هربي . . تدكَُ حصن ابتسامي المزعوم ضد قصف الحزن . .
وتهمس لي :
كل الملامح في قصيدي " أنتِ " و " أنا " البوح الذي يضمكِ بإصرار رغم كل انفصامات الرحيل التي يقررها القدر !
وأناديكَ . .
كالليل المُغتال بشعاع الفجر . .
كالدمع في نهدة الذكرى . .
كمواسم الارتواء في كنف هذا السكون المتحرّق لوجودكَ . .
ومن " كلّي " الذي حجرَ عليه حنينكَ . . .
أصبحتُ أصداء تتفاقم وجعاً .. أرقاً .. ولهاً .. في كل مرة يخون الأنين إصراري على الصمت
تداخلتْ فصولي وتوحدتْ عواصم نزفي في شظف البُعد . .
واستسلم الحلم أمام يقظة ذاهلة توسدته !!

بعيداً . . بقربكَ
لـــي . .
سأعاود الرحيل إلى خفقي . .
أملأ مسافاتي بكَ . . أرسم بهمسكَ مفارق الوقت
وأسطر في حدقتي العمر " أسمكَ " .
لـــكَ . .
سأمنحكَ فرارً إلى وهجي المُنكسر في ضوئكَ كلما ضجَ وقتكَ باليقظة !
وأترككَ تقرأ في سرية الأبجدية يقيني حين يُجاهر الأنين بحقه في الحنين .


أنـَة سكون . .
ولازالت أعماقي . . حنينكَ / أنينكَ !!