أنا "أهمس إذا همست إلا بحبك" ولا أنشد إذا أنشدت إلا لك ، ولا أكتب ما أريد أن أكتبه إلا لك.
عندما أجلس أمام – أوراقي- تعصيني الكلمات إذا لم تكن لك ، وما أن أشرع لأكتب لك حتى يسترسل القلم وحده فوق الورق ، بل يسبق أناملي ليخط لك أروع الحب وأجمل الأشواق ، إنك "السحر" الذي يفك عقدة أفكاري ، فإذا بي أتشابك مع السطور سطراً بعد سطر ، وعبارة بعد عبارة ، وإذا بي لا أكتب فقط بل أحفر فوق الورق ... لئــلا ... مع الوقت تبهت أو تتلاشى الكلمات ، إنني أريد أن أؤكد يوماً بعد يوم ، وساعة بعد ساعة على عطر أسمك ، ليس في صدري ، أو قلبي ، أو راحتي ، بل كل ما هو موجود حولي ، إذ إنني لا أستنشق عطراً إلا عطرك ، مهما غلب عطر الآخرين على الأجواء ، إذ عطرك ليس مصنوعاً من – كيمياء وأزهار – بل هو مصنوع من "عبق أنفاسك وأريج فمك العذب الجميل".
يا أيتها - الساحرة العذبة - في ربيع لا ينام فيه البؤس ، إذا كانت الفصول تتبدل ، فربيع عمرك لا يتأخر ولا يتقدم ، إنه باق بكل جماله وأزهاره وعصافيره ، وأنت الزنبقة الأجمل من كل الأزهار ، وكأنك الجمال الذي لا يتجسد بأروع حالاته إلا فيك.
إستفيقي وانهضي مبكرة ياحبيبتي وأعطني يدك ، في غيابك تأكلني الوحدة وأكاد أصبح من دون روح وأكاد أفقد كل ما تبقى لي من الحياة.
إنك "اللغة" الوحيدة التي يفهمها كل البشر ، في أي مكان من العالم ، إنك الأحاسيس التي تدركها العصافير قبل أن يدركها الإنسان ،إنك "القصيدة" المظللة بكلماتها البكر ودهشتها الصافية والعميقة .
يا أمرأة – الحبيبة - ليست أنتي كل النساء ، كما لو إنك الأنثى الأولى ، والأنثى التي لا شبيه لها ، في حضرتك أستعيد توازني وأخرج من دماري ووحدتي وشجوني ، وفي حضرتك أسمع ما لا كنت أسمعه من قبل ، وأرى ما لا كنت أراه من قبل ، في حضرتك تشرق شمس غريبة من عينيك المذهلتين وتمنحني دفـئاً لم أحس بمثيله من قبل.
وإذ أقـف .. كالمذهول ، أمام وجهك الهائل الجمال ، وأضطرب ويرتجف قلبي ويداي ، ولا أصدق أنني أمام آية من الجمال ، ولا أكاد أصدق إنك "الحبيبة" وأنا "العاشق" المنتظر ، وأنك "العاشقة" وأنا الحبيب "المرتجى".