في غيابك تأكلني الوحدة وأكاد أصبح من دون روح وأكاد أفقد كل ما تبقى لي من الحياة.
إنك "اللغة" الوحيدة التي يفهمها كل البشر ، في أي مكان من العالم ، إنك الأحاسيس التي تدركها العصافير قبل أن يدركها الإنسان إنك "القصيدة" المظللة بكلماتها البكر ودهشتها الصافية والعميقة)

 
يلوح من الأفق البعيد ... مولد فجر جديد ... بزوغ نهار جميل ... أراه ..
وإذ بي أركض إليه .. أركض وكلي شوق لذلك المجهول ...
وما أن أصل إليه ... إذ به يتلاشى بين زحام الناس ... وتختفي آثاره حتى لا أكاد أراها.. أتلفت يمينًا شمالاً علّي أراه... لعلي أجده... ولكن دون جدوى...
ويبدأ الحزن في أعماقي يتسرب شيئًا فشيء ... ويبث الألم في وجداني ...
ولسان حالي يقول: قف أيها المجهول .. انظر من تركت وراءك ؟؟
أين أنت يانبضي المفقود ؟؟؟
فأنا لا أطيق بعدك الذي طال .. وسفرك الذي كان بلقائنا حائل ..
ففي غيابك تتجسد معالم الغربة في أعماقي... لترسم الحزن في دنيا أحلامي ....
وتطفئ كل وهج لامع في داخلي... وتضع عليه بصمة الانتظار المرير...
أيها المجهول ... انظر إلى الوراء .. إلى حيث يكمن ذلك الحب الصادق لك ... والذي سيظل لآخر عمره لك دون غيرك...
أما آن الأوان لتفرح الدنيا بقدومك ... أما آن الآوان لتضيئ سماء قلبي بنورك ...
أما آن لك أن تعود لأحضان فؤادي .... أنتظر أن تأتي... وتعود معك أيامنا المغردة
....