الحــــــ الحقـيـ و ـقــة ــــــب
" بالقلب نحب .. وبالعقل نكره .. بالاثنين نصاب بالجنون " قول مجهول
" بداية الحب .. نهاية العقل " قول مجهول
نسبت الحب في أسطري الى جهتان رئيسيتان العقل والقلب ، متناولة الحب العقلي والقلبي فتارة تحدثت عن العقل وأخرى عن القلب وتركت لك عزيزي القارئ حرية تصور حدوث هذا الحب ، فكان الموضوع يتباين من قارئ الى آخر وفي الحقيقة لم أكن مخطئة فحسب النظرية Post structuralism ( وهي نظرية جادلت بضرورة الاتصال الذي يحدث ليس من جهة واحدة فقط أي من المتحدث الى المستمع أو من الكاتب الى القارئ لكن هناك عمل ثابت ومفاوضات تقع في كيفية تلقي المعنى ) فهذا ليس فرض عليك تقبله بل لك حرية التلقي والتفسير والتأويل ، وظهرت هذه النظرية لترد على فرضيات Leavisite نسبة الى F.R Leavies الذي وضع نظرية سابقة لإبراز ما يعتقد بالأدب الإنجليزي الممتاز 1930 ، 1940 مع نخبة من الكتاب المخضرمين .

حدثت المفاوضات وإليك الأخبار السيئة ! الحب يعتبر هارب متسلل من العقل وكل ما في الأمر هو اختلاف في بعض الفصوص !!!

د. أسامة الغنام أستاذ المخ والأعصاب بجامعة الأزهر ، كتب في مقالة تحمل جواب السؤال الذي بقيت أجادل به أخي طيلة كتابتي لهذه الدراسة فكان للأسف هو من انتصر لكن بفارق ربع نقطة فقط وإليكم مقتطفات من نص المقالة " أين يقطن الحب ؟ هل هو في ( المخ ) أم في القلب " ؟

تعريف الحب كما ذكره الدكتور [الحب هو مجموعة من التصرفات الحسنة الطيبة ذات الطابع الجميل مع بعض الانفعالات الوجدانية مثل زيادة عدد ضربات القلب أو احمرار بالوجه عندما يرى المحب محبوبة ، ويقطن الحب أساسا في المخ ككل ولكن هناك بعض الأجزاء في المخ هي التي يقع فيها الجزء الكبر من التصرفات والذكريات حيث أن الفص الوجدي من المخ هو لاختزان الذكريات جميعها وكذلك الانفعالات والوجدان سواء بالحب أو بالكره وترتبط دائما الذكريات والمعرفة القديمة بانفعالات والعاطفة والوجدان]

والحب باللغة العلمية النفسية (السيكولوجية) هو انعكاس شرطي أي يتولد الحب بين شخصين إذا أحسن أحد الشخصين المعاملة وتقرب بلطف ومودة الى الآخر بصفة مستمرة بدليل أن أجدادنا وآباءنا القدماء أحبوا زوجاتهم بعد الزواج بالعشرة نتيجة المعاملة الحسنة والمودة المستمرة0
وقد ينهار الحب أيضا بالانعكاس الشرطي أي انه إذا أساء المحب المعاملة بطريقة جافة مستمرة يتهدم هذا الحب الكبير والدليل على ذلك أن كثيرا من المتزوجين الذين كانوا يحبون بعضهم حبا أشبه بحب العبادة يفترقون وينفصلون أحيانا لآن الحب لم يجد ما يغذيه من المودة والمعاملة الطيبة المستمرة 0
الفص الأمامي من المخ خلقه الله سبحانه وتعالى في الانسان يميزه عن الحيوان وهو مركز الضمير مركز الرصانة أي هو الذي يجعل الإنسان ذا عزيمة قوية وهو مسئول عن التفكير والمعرفة والتصرفات ويستقبل المخ أساسا عن طريق العين التي منها توزع الصور وكل ما نراه الى فصوص المخ خاصة الفص الوجدي والفص الأمامي وذلك طبعا بعد أن تمر قبل ذلك على الفص الخلفي من المخ المسئول عن أدراك وفهم هذه الصور وعندما ينفعل المخ بما رآه يبعث إشارات مختلفة الى جميع أجزاء الجسم ولكن بدرجات متفاوتة فمثلا يرسل إشارات الى العضلات أو اليد لتحية من يحب والى القلب ليزداد نبضه بقوه أو الى الأوعية الدموية بالوجه ليقول لها أن هذا هو المحبوب واشارات المخ المرسلة هذه الى عضلات الجسم أغلبها يذهب أتوماتيكيا الى القلب والغدد العرقية واللسان وباقي الأعضاء دون القدرة على التحكم الكامل في هذه الإشارات فيمكنني عندما أرى المحبوب ألا أمد يدي للتسليم عليه ولكن لا يمكنني أن أقلل من نبضات قلبي ، لأن المخ يرسل الإشارات الى بعض الأعضاء مثل القلب دون مشورة الفص الأمامي للمخ الذي يسيطر على تصرفاتنا وعندما نصف أن هذا الشخص عاقل لا يبدو عليه مظاهر الحب فمعناه أن الفص الأمامي للمخ يسيطر على كل الإشارات الصادرة من المخ الى الجسد عدا القلب ، مما سبق نجد ان القلب ليس له علاقة بالحب كما يدعى العامة ولكنه مظهر وأداة من المظاهر والأدوات التي يستخدمها المخ لإظهار الحب في الجسم وقد يقول العامة أن العين والأذن تعشق قبل القلب أحيانا وهذا به جزء من الحقيقة فان المخ الذي به موطن الحب يستقبل الإشارات الصوتية والمرئية عن طريق الأذن أو العين ثم ينفعل به المخ ثم يظهر تأثيرها على القلب أي أن العين هي المستقبل قبل القلب ولكن العين لا تحب ولكن المخ هو الذي يحب .